قال شالوكا بياني المحقق في بعثة تابعة للأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن ليبيا اليوم الاثنين إن دعم الاتحاد الأوروبي للسلطات الليبية التي توقف المهاجرين وتحتجزهم يعني أن التكتل « ساعد وحرض » على ارتكاب انتهاكات بحق المهاجرين.
وأضاف بياني « لا نقول إن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه ارتكبوا هذه الجرائم. ما نريد قوله إن الدعم المقدم ساعد وحرض على ارتكاب الجرائم ».
وكان المحقق يتحدث بعد أن قدمت البعثة تقريرا ذكر أن جرائم ضد الإنسانية ارتكبت بحق مهاجرين في مراكز للاحتجاز في ليبيا.
ولم يرد متحدث باسم شؤون الهجرة في المفوضية الأوروبية حتى الآن على طلب من رويترز عبر البريد الإلكتروني للتعليق.
غير أن بيتر ستانو المتحدث الرئيسي للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي قال في إفادة صحفية قبل إصدار التقرير « نقدم الدعم لمساعدتهم (ليبيا) على تحسين أدائهم عندما يتعلق الأمر بالبحث والإنقاذ، سواء كان ذلك يتعلق بالسفن أو المعدات أو التدريب مع التركيز على حقوق الإنسان ».
وسبق هذا الانتقاد الموجه إلى الاتحاد الأوروبي انتقادات من مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومن منظمة هيومن رايتس ووتش وجماعات حقوقية أخرى في السنوات السابقة.
وقالت بعثة الأمم المتحدة، في تقريرها النهائي حول مجموعة من الانتهاكات التي ارتكبتها جميع الأطراف في ليبيا ، إنها ستشارك أي دليل على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية مع المحكمة الجنائية الدولية .
وأضافت أن الجرائم ارتكبها كل من قوات الأمن التابعة للدولة والفصائل المسلحة التي عملت على قمع المعارضة ونفذت جرائم قتل واغتصاب واسترقاق وإخفاء قسري.
بروكسل ستطلب « تفسيرات » من ليبيا
وفي سياق متصل قال ستانو للصحافيين إن الاتحاد سوف يطلب « تفسيرات وتوضيحات (من السلطات الليبية) بشأن ما حدث، ولماذا حدث، وما الذي سيحدث لاحقاً »، بخصوص واقعة اتُّهم فيها خفر السواحل الليبيين بإطلاق النار في الهواء لمنع السفينة « أوشن فايكينغ » من إنقاذ مهاجرين.
وأضاف أنّ الهدف هو معرفة ما إذا كانت سفينة خفر السواحل الليبيين المتورطة في الحادث تم تمويلها بمساعدات من الاتحاد الأوروبي.
وكانت منظمة « إس أو إس ميديتيرانيه » غير الحكومية التي تنقذ سفينتها « أوشن فايكينغ » مهاجرين في البحر المتوسط اتّهمت السبت خفر السواحل الليبيين بأنّهم تعمّدوا تعريض طواقمها ومهاجرين للخطر عبر إطلاقهم النار في الهواء لمنع السفينة من القيام بعملية إنقاذ.
وأفادت « إس أو إس ميديتيرانيه » أنّ خفر السواحل الليبيين اعترضوا في النهاية حوالي 80 مهاجراً وأعادوهم إلى ليبيا.
ويتعاون الاتحاد الأوروبي مع خفر السواحل الليبيين عبر تدريبهم وتزويدهم مساعدات ومعدات وسفناً.
ويهدف التعاون بحسب بروكسل إلى إنقاذ حياة مهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، لكنّ منظمات غير حكومية والأمم المتّحدة تندّد به بشكل مستمر، مشيرةً إلى تعرّض المهاجرين لسوء معاملة وإعادتهم قسراً إلى ليبيا.
وقال ستانو « بالنسبة لنا فإنّ إنقاذ الأرواح يأتي أولاً، وحقوق المهاجرين تأتي أولاً ».
لكنّ المتحدّث أقرّ بعدم وجود « حلّ مثالي » بسبب الوضع في ليبيا، التي تشهد حالة فوضى منذ سقوط نظام معمّر القذافي في العام 2011.
وأضاف « تعاوننا (مع خفر السواحل الليبية) مرن، ونكيّف أعمالنا وفقاً للتطوّرات على الأرض وسلوك شركائنا ».