وكشف التحقيق عن استخدام هذا الموقع من قبل أكثر من 700 بريطاني للبحث عن أشخاص يشاركونهم خطوة إنهاء حياتهم.
تزايد الإقبال على الموقع
وفقا لتحقيق « بي بي سي »، يحتوي الموقع، الذي رفضت الكشف عن اسمه، على قسم خاص يتيح للمستخدمين البحث عن شركاء للانتحار، مما يثير القلق بشأن استخدامه في تشجيع الأفراد على اتخاذ خطوات مدمرة.
ويبرز التحقيق كيف أن الموقع، الذي يجذب الانتباه بسبب محتواه المثير للجدل، يقدم تعليمات مفصلة حول كيفية الانتحار، ويضم أكثر من 5 آلاف تعليق من أفراد من جميع أنحاء العالم يشاركون تجاربهم وتطلعاتهم.
استغلال الفئات الضعيفة
تكشف المعلومات الواردة في التحقيق عن أن الموقع يستخدم من قبل بعض الأفراد لاستهداف الأشخاص الضعفاء، بما في ذلك النساء.
ويُظهر التحقيق أن هؤلاء الأفراد يسعون لاستغلال حالات اليأس من خلال توجيه الضحايا إلى الموقع وإقناعهم بالبحث عن شريك انتحار.
وفي أحد الحالات الموثقة، سافر شاب بريطاني من ميدلاندز إلى إسكتلندا للقاء امرأة كان قد تواصل معها عبر الموقع، حيث تم العثور عليهما متوفيين بعد استخدام مادة سامة.
الحالات المأساوية
وثق التحقيق حالات مأساوية تسبب فيها الموقع، حيث ارتبطت معظم الانتحارات التي تمت باستخدام مواد كيميائية مروج لها عبر الموقع بأكثر من 130 حالة في المملكة المتحدة.
ويتضمن التحقيق تفاصيل عن أفراد مثل حالة شابة عثر عليها متوفاة بجانب جثة شخص مجهول بعد أن اتفقت عبر الموقع على اللقاء مع شريك انتحار. وبعد خبر وفاتها، سلكت شقيقتها نفس المسار المأساوي.
تداعيات اجتماعية وقانونية
يشير التحقيق إلى أن الموقع لا يتعرض للرقابة الكافية، مما يسمح بانتشار محتواه الضار دون عوائق. كما يعكس تزايد استخدام الموقع الحاجة الملحة إلى تدخلات تنظيمية أقوى لمواجهة التأثيرات السلبية لهذه المنصات، في الوقت تتصاعد الدعوات لزيادة الرقابة والحد من الوصول إلى مثل هذه المواقع التي تساهم في تفاقم معاناة الأشخاص الضعفاء.
وقد أثارت نتائج التحقيق ردود فعل واسعة النطاق من قبل الجهات المعنية، بما في ذلك منظمات الصحة النفسية والحكومات المحلية، إذ يشير الخبراء إلى ضرورة تحسين الخدمات والدعم النفسي للأفراد المعرضين للخطر، وتعزيز حملات التوعية التي تستهدف معالجة مشكلات الصحة النفسية بطرق فعالة.