رغم ارتباطها بفيروسات كورونا - الحفاظ على الخفافيش مهم للبشر!

رغم ارتباطها بفيروسات كورونا - الحفاظ على الخفافيش مهم للبشر!

توصل علماء إلى أن انخفاض التنوع البيولوجي في مجتمعات الخفافيش يمكن أن يؤدي لزيادة احتمالية انتشار بعض فيروسات كورونا. كما حذرت مجموعة أخرى من تدهور أعداد الخفافيش والآثار السلبية التي يمكن أن تنعكس على البشر بسبب الأمر.

بعد فحص أكثر من 2300 خفاش على مدار عامين في غرب أفريقيا، توصل فريق دولي من الباحثين إلى أن انخفاض التنوع البيولوجي في مجتمعات الخفافيش يمكن أن يؤدي إلى زيادة احتمالية انتشار بعض فيروسات كورونا.

فباستخدام عينات من الحمض النووي للخفافيش بخمسة كهوف في غانا، حدد الباحثون أنواع فيروس كورونا الأكثر شيوعا ومجموعات الخفافيش التي كانت تصاب بكثرة بتلك الفيروسات، وفقًا لدراسة منشورة في مجلة « نيتشر كوميونيكيشنز » العلمية.

وجمع فريق البحث من ألمانيا والتشيك وأستراليا وغانا عينات من فضلات الخفافيش، ليجدوا أن مجموعات الخفافيش الأقل تنوعا كانت الأكثر عرضة للإصابة بالفيروسات الأكثر مقاومة.

وتشرح عالمة الأحياء بجامعة « أولم » الألمانية والمشاركة في الدراسة، ماغدالينا ماير، أن الأمر يؤكد على « الدور الذي يلعبه الحفاظ على الطبيعة للوقاية من الأمراض، وبالتالي أيضا من الأوبئة »، على حد تعبيرها.

ومن وجهة نظر فريق البحث، فإن نتائج الدراسة تدعم مفهوم « الصحة الواحدة »، والذي يرى وجود علاقة وثيقة بين حماية البيئة وصحة الحيوان وصحة الإنسان.

وتحتوي الخفافيش عادة على العديد منفيروسات كورونا، إلا أن الدراسة ارتبطت بنوعين مميزين من متغيرات كورونا وهما متغير « ألفا-كوف الشبيه بـ 229E »، والذي يشبه فيروس البرد البشري، ومتغير « بيتا-كوف 2b »، المرتبط بمسبب متلازمة « سارس ». وأوضحت ماير أن هذا لا يعني أن هذه المتغيرات مرتبطة بالأنواع التي يمكن أن تصيب البشر، مضيفة أنه لم يتم حتى الأن إثبات الانتقال المباشر لفيروسات كورونا من الخفافيش إلى الإنسان.

وكانت دراسة أمريكية قد أكدت كذلك مؤخرًا على أهمية الحفاظ على الخفافيش وتنوعها، حيث توصلت مجموعة أخرى من الباحثين إلى أن التدهور في أعداد الخفافيش يدفع إلى زيادة استخدام المزارعين للمبيدات الحشرية بما يهدد التنوع البيولوجي وبآثار « كارثية » على البشر.

وتتبع الباحثون انتشار مرض متلازمة الأنف الأبيض (WNS) القاتل للخفافيش عام 2006 في شرق الولايات المتحدة، وفقًا للدراسة المنشورة في مجلة « ساينس » العلمية، وقارن الباحثون بين أثار استخدام المبيدات الحشرية في المقاطعات المتضررة وغير المتضررة.

وتوصلت الدراسة إلى أنّ المزارعين في المقاطعات التي انخفضت فيها أعداد الخفافيش بسبب المرض، زادوا من استخدام المبيدات الحشرية بنسبة 31 بالمئة. ومع تزايد المبيدات الحشرية، ارتفع معدل وفيات الأطفال بنسبة 8 بالمئة، بما يعادل 1334 حالة وفاة إضافية حيث يعمل الماء والهواء الملوثان بالمبيدات على نشر هذه المواد الكيميائية من الحقول إلى جسم الإنسان.

ويؤكد الباحث بجامعة شيكاغو الأمريكية، إيال فرانك، أن الانتشار الواسع للمرض في تلك الفترة يدعم نتيجة دراسته ويستبعد احتمال وجود مصادفة، مضيفا أن دراسته تسلط الضوء على ضرورة حماية الخفافيش.

(د ب أ – أ ف ب)