في هذا الحوار، تتناول الممثلة وأستاذة الفنون بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي أهمية البعد الجمالي في هذا العمل التلفزيوني، ومفهوم « التمغربيت » في مجال الفنون، إلى جانب الأداء الفني في هذا
1 – تميز مسلسل « دار النسا » بلمسة جمالية ضمن مشاهده والتي تعكس روعة ومهارة الحرف المغربية، لماذا هذا الاختيار؟
تعمد فريق عمل المسلسل إعطاء مكانة بارزة للصناعة التقليدية المحلية الخاصة بشمال المغرب، سواء من خلال الأزياء التقليدية أو ديكور المشاهد المستوحى من التراث المغربي.
وتجذرت هذه الرغبة في المقاربة الفنية التي اعتمدها فريق العمل، منذ بداية تعاون الأعضاء سواء داخل الفرقة المسرحية أو الإنتاجات السابقة مثل مسلسل ومسرحية « بنات لالة منانة »، والتي سلطت الضوء على الثقافة « الشمالية »، بما في ذلك لهجتها المميزة بطريقة لا تخطئها الأذن.
علاوة على ذلك، فإن اللهجة الشمالية تعتبر عنصرا أساسيا في هذه الثقافة المحلية، حيث تم تبنيها بدرجات متفاوتة من قبل الممثلين في مسلسل « دار النسا »، حتى أولئك الذين ليسوا في الأصل من جهة الشمال.
يُظهر هذا الاختيار الفني الإرادة في الحفاظ وإبراز التنوع اللغوي للمغرب والاحتفاء به من خلال الوسائط التلفزيونية.
هذا الواقع الفني يمنح للهجة « الشمالية » طابعا موسيقيا لغويا، يجد دائما ترحيبا عند إعادة إنتاجه على الشاشة.
2- هل يمكن اعتبار مسلسل « دار النسا » تجسيدا في حد ذاته لمفهوم « التمغربيت »؟
أنا أعتبر أن « التمغربيت » تعد ضمانة ومصدا ضد التنميط الثقافي العالمي، فهي تنتصر بصوت عال للأصالة المغربية، وهي مفهوم يحافظ على هذه الأصالة في مواجهة العولمة الجامحة.
ويؤكد مسلسل « دار النسا » هذه الفكرة من خلال تسليط الضوء على جمالية الملابس التقليدية والأنيقة، والابتعاد عن اتجاهات وميولات موضة الأزياء المعاصرة غير الرسمية، من أجل تجسيد أفضل لتجليات الهوية الثقافية المغربية في الحياة اليومية.
3 – لماذا تميز أداء بعض الممثلين في المسلسل بخصوصيات الأداء المسرحي ؟
أرى أن الأداء المسرحي لبعض الممثلين كان بالأحرى بمثابة إضفاء بعض الدقة أو الرشاقة التي خففت من حمولة السرد الدرامي في هذا العمل الفني.
هناك إيماءات مسرحية طالت العمل، مثل المشهد الذي تطلب فيه أمينة من والدتها المسنة أن تتظاهر بالألم، وهي إيماءات تضيف بعدا آخر للسرد، مما يساهم في إثراء التجربة البصرية للمشاهدين.