وجرت بعد ظهر اليوم الخميس بالدار البيضاء، مراسم تشييع جثمان أصغر بنات محمد بن عبد الكريم الخطابي، وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد.
ومضات في حياة الراحلة عائشة الخطابي
وكانت الراحلة قد انتقلت للعيش بالقاهرة والدراسة بها قبل أن تختار العودة إلى المغرب غداة وفاة والدها.
وقد حصلت عائشة الخطابي على شهادة البكالوريا من المعهد الأمريكي للبنات بالقاهرة، وعملت قيد حياتها مستشارة بمؤسسة عبد الكريم الخطابي.
بمناسبة عيد العرش المجيد، حضيت الفقيدة باستقبال ملكي، سبقه لقاء آخر في مناسبة سابقة، وهو ما يعكس المكانة التي كانت تتمتع بها لدى جلالة الملك نصره الله.
كما كانت صوت الحكمة والعقل غداة أحداث الحسيمة، ولم تسع إلى تأجيج الأوضاع، بل كانت مؤمنة بمغرب واحد يتسع للجميع، وهو ما عبرت عنه في أكثر من مناسبة.
ولازالت ساكنة الدار البيضاء، تحتفظ للفقيدة بمشاعر الاحترام والتقدير، حيث كان زوجها يشتغل طبيبا بالعاصمة الاقتصادية لمدة طويلة، وهي نفس المدينة التي سيوارى فيها ثرى امرأة استثنائية.
لطالما عبرت عن اعتزازها وافتخارها بوطنها وبملكها، وجاء الاستقبال الملكي للفقيدة ليعكس اهتمام جلالته بأحوال جميع أبناء شعبه.
وقد كانت الفقيدة تتمتع بحكمة عالية، ولم تر في نقل رفات والدها محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى مسقط رأسه، سوى نقاشا ثانويا، وبدل ذلك دعت إلى نقاش يعزز التنمية والتطوير التي تعرفه منطقة الريف، خصوصا وأن جلالة الملك ما فتئ يولي عناية خاصة لساكنة المنطقة بل وجعل منها وجهة لجلالته.
يذكر أن الفقيدة عائشة الخطابي، كانت ذاكرة حية لمنطقة الريف، وأغنت شهاداتها عن تلاحم مقاومة عبد الكريم الخطابي للمستعمر الإسباني مع حركات المقاومة الوطنية في الجهات الأخرى من المملكة.. مقاومة حتى الحرية والإستقلال.